أنا فتاة حصلت على شهادة البكالوريس والأن بدأت في اكمال دراستي ماجستير تقدم لي شاب للزواج ظروفه المادية متوسطه يعمل لموزين ومستواه التعليمي ابتدائي
والشاب ذوخلق وانا في حيرة من أمري في اتخاذ قرار في ذلك فأنا مترددة في عدم امكانية التواصل والتفاهم معه وعدم استمرار الحياة افيدوني باستشارتكم وشكرا
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أختي الكريمة. .
أسأل الله أن يهيئ لكِ من أمركِ رشداً. .
بدايةً أختي في الله دعيني أُشير إلى أمر هام فقد التمست من خلال استشارتكِ الكثير من الحرص الذي و- بأذن الله- سيسهم كثيرًا في تأسيس حياتكما الزوجية على الوجه الأكمل إن تم توظيفه بشكل ايجابي بعيدًا عن افتراض الأسوأ والنظرة التشاؤمية وتعقيد الأمور.
أنصحكِ بالأتي:
1) أعطي نفسكِ فرصه للتفكير والاستخارة فاستخيري رب العباد بصلاة ركعتي الاستخارة، ودعائه دعاء المضطر أن ييسر لكِ هذا الزواج إن كان زواجكِ به خيرًا لكِ، (اللهم إن كان زواجي بهذا الرجل خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري اللهم فقدره لي ويسره لي ثم بارك لي فيه)، فالجئي إلى الله - جل وعلا- فقد قال تعالى: {وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ}.
2) اعملي جدول عن صفات ومحاسن الخاطب ومساوئه، وقارني بينها ولكِ الاختيار، ولا يغيب على بالكِ أهم ما ينبغي للمرأة أن تختاره في زوجها: أن يكون صاحب دين وخلق، كما أخبر النبي - صلى الله عليه وسلم- في الحديث: (إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه)، وهاتان هما الركيزتان الأساسيتان لقيام حياة زوجية سعيدة؛ فإن دين الزوج يمنعه ظلم زوجته، وحسن خلقه يدعوه إلى حسن معاشرتها، وما عدا ذلك عوارض وأمور تطرأ وتزول, لا ينبغي أن تكون مقياسًا تقيس به المرأة من تختاره زوجًا لها.
3) اطلبي من عائلتكِ السؤال عن الخاطب والبحث الشديد للاطمئنان عن مواصفاته التي تمنيتها.
4) خذي قرارًا من داخل نفسكِ أنكِ لا تعتبرينه أقل منكِ، وأنكِ تتقبلينه كما هو بل وفي كثير من الأحيان الأخلاق تجمل الأشخاص فالجمال الحقيقي جمال الروح.
5) ضعي في بالك إن من الرجال من لا يفضل المرأة المتعلمة حتى لا تكون متعالية أو لديها القدرة على مناقشة القرارات أو لكونها مثقفة ستشارك في صنع القرار أو ستهدد مكانته في الأسرة. . إلى آخرها من الأمور التي تخضع لشخصية الرجل نفسه:
- ولكن عليكِ تجنب محادثته بتعالي وفرض الأمور عليه.
- قد يرى أنكِ تستعرضين إمكاناتكِ أمامه وقد يكون هذا ما يزعجه.
- تعرفي على رؤيته عن المرأة فهناك من يرى أنها أجدر بشؤون المنزل وتدبير أموره.
- إذا كنتِ ترين أن رأيه خطأ ناقشيه ولكن بأسلوب يبين له نواحي الخطأ وأسلوب يبين له الحقائق.
6) إذا استطعتِ أن تحضري برنامج لتأهيل المقبلات على الزواج فلا تترددي في ذلك.
7) أيضًا تأكدي أنكِ أنتِ مقتنعة تمامًا ومستعدة للحياة الزوجية دون النظر لاختلاف المستوى التعليمي وأن ذلك لن يشكل حاجزًا نفسيًا أو عائقا لمضي الحياة، إذا كان الفرق مزعج لأحد الطرفين فسوف يكون له تأثير على العلاقة الزوجية.
وأخيرًا.. أشكركِ على الاستعانة بالموقع، ونتمنى لكِ دوام التوفيق في حياتكِ، وابتسامة تشرح صدركِ.. أسأل الله أن يوفقكِ ويسعدكِ ويرزقكِ الذرية الصالحة وأن تكوني خير زوجة لخير زوج وأم فاضلة تنشئ جيل مسلم يفتخر به.
وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً
الكاتب: أ. رجاء عبد الله العرفج
المصدر: موقع المستشار